فلان طلق زوجته فلانة ترفع على زوجها قضية طلاق فلان في مشكلة بينه وبين زوجته، كثيراً أصبحنا نسمع هذه الكلمات حتى صار كل واحد منا يعرف حالتين أوثلاث حالات على الأقل من حالات الطلاق بين صديق أوقريب أوأخ أو حتى عم أو خال تخيل بعد كل هذا العمر بين رجل وزوجته ويكون بينهما الأبناء وربما حتى الأحفاد ويتشاجر الرجل وزوجته ويحدث الطلاق .
ماالذي يحدث في حياتنا هل أصبحنا لهذه الدرجة لا يتقبل أي طرف منا الطرف الآخر فمن أقل كلمة تحدث مشكلة وشجار أم أن مشاكل الحياة والغلاء هي السبب والمصيبة الكبر أن تكون البركة محقت من حياتنا .
صحيح أن الطلاق حلال ولكنه أبغض الحلال عند الله وصحيح أنه قد يكون نهاية صحية لكثير من المشاكل الزوجية التي يستحيل معها بقاء الزوجين أحدهما مع الآخر ،ولكن ماالذي يصل بنا إلى هيستيريا الطلاق هذه إنها ليست حالات فردية ولكنها اصبحت ظاهرة إجتماعية خطيرة تهدد مجتمعنا بأكمله بالضياع لأننا تقريبا كمجتمعات عربية خسرنا كل خطوط الدفاع ولم يبقى لدينا إلا خط الدفاع الأخير وهو الأسرة التي يتربى في أحضانها الأبناء فإذا كانت هذه الأسرة قوية ومتماسكة أركانها الحب والمودة والرحمة كما قال تعالى: "ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنو إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" المائدة21. يخرج منها أبناء صالحون منتجون ،وإذا كان العكس فأبشركم بأبناء فاسدين لا يقيمون اعتبارا لأم أو أب لأن الأب أو الأم لايقيم أحدهما للآخر اعتبارا أمام الأبناء.
إن من الطبيعي أن يكون هناك سوء تفاهم بين أي طرفين في هذه الحياة ولكن كيف نتعامل مع إختلاف وجهات النظر هل نتعامل معها بعقليات الأطفال ونبحث عن الأهل لحل المشكلة وبتدخل الأهل وأو أي طرف ثالث في الالمشكلة فضح أمر البيت ،أم نتعامل مع مشاكلنا بشئ من النضج العقلي الذي يحفظ سر بيوتنا.
ماهي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك هل هو الإختيار الخاطئ قبل الزواج أم أن معاملة (سي السيد) هي السبب أم أن الرجل أصبح يتمنى مواصفات معينة كتلك التي يراها من موديلات عارضات الأزياء والمسكين لا يعلم أن هذه العارضة لا تخرج له على طبيعتها ولكنها تخرج بعد رحلة طويلة من عمليات التجميل ومقاييس الجمال العالمية التي تشترط حتى شكل الأنف وحجم الفم والطول والعرض.....إلخ حتى أصبحنا وكأننا لا نتعامل مع بشر أو مع إنسان بل أصبحنا نتعامل مع منتجات صناعية لها مقاييس دولية في الجودة والكفاءة ، أم أن المرأة التي استهدفها الإعلام أيضا عن طريق عن طريق إدخال الأفكار الغريبة عنها إلى عقلها كأن ترفض أن يتزوج زوجها بأخرى حتى أنها لو شكت أن زوجها بدأ يفكر في ذلك اقامت الدنيا ولم تقعدها لأنها هيئ لها أنها فرعون من الفراعنة أو أنها احتكرت زوجها وأصبحت تمتلكه ونسيت أن شرع الله سبحانه وتعالى أباح له الزواج بالثانية والثالثة والرابعة ليعف نفسه إذا كانت زوجة واحدة لا تكفيه ، وينسيها أيضا وظيفتها الرئيسة وهي تربية أبنائها تربية إسلامية صحيحة تقيم الرفعة لهذه الأمة.
إنها دعوة لتصحيح المفاهيم ودعوة للوعي بخطورة هدم أسرنا بأيدينا .