الأسرى المحررين
(سمير القنطار علي يمين الصورة)
أسعدنا كلنا اليوم نجاح صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله ودولة إسرائيل ، انظر إلى أي مدى وصلت إليه إسرائيل من الذل والمهانة ، دولة تتفاوض مع حزب من جهة ومن جهة أخرى الثمن الذي دفعته إسرائيل مقابل الحصول على رفات جنديين من جنودها مقابل الإفراج عن 192جثة من جثث الشهداء العرب واللبنانيين والإفراج عن عميد الأسرى العرب سمير القنطار بعد أن قضى من قترة محكوميته (التي وصلت إلى الخمسمائة والأربعين عاماً) ثلاثة عقود في سجون العدو الإسرائيلي(1979-2008) ، ذلك الأسير الذي طالما رفضت إسرائيل الإفراج عنه في صفقات التبادل الثمانية الماضية رفضاً قاطعاً، فالإفراج عنه ضمن هذه الصفقة يعتبر نصراً قاطعاً للمقاومة في لبنان وعلى رأسها حزب الله ، والإفراج أيضاً عن أربعة من مجاهدي حزب الله، وبذلك تكون لبنان قد أغلقت تماماً ملف الأسرى اللبنانيين.
ومن جهة أخرى يعتبر إذلالاً للحكومات العربية التي لها أسرى داخل سجون الإحتلال ، حيث أن تلك الحكومات وبكل تلك العلاقات مع العدو الصهيوني لم تستطع أن تحصل على أسير واحد ، وأتذكر هنا قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي كان معتقلاً لدى السلطات المصرية ، الذي أعتقد أن إسرائيل لم تواجه قضية أسهل من هذه القضية، حيث أنها بمجرد أن قامت بأسر ستة من الطلاب المصريين وفي اتفاقية من أبسط الإتفاقيات تم الإفراج عن عزام عزام المعتقل لمدة 17 عاماً مقابل الإفراج عن الطلاب المصريين، وتركت مئات المصريين المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية.
انظر إلى الفرق بين الصفقتين، رفات جنديين إسرائيليين في لبنان مقابل 192 جثة بالإضافة إلى خمسة اسرى لبنانيين من أصحاب المحكوميات العالية ، مقارنة بالصفقة المصرية الإسرائيلية التي تضمنت الإفراج عن جاسوس إسرائيلي حي يرزق مقابل الإفراج عن ستة طلاب مصرين فقط .
وعلى صعيد آخر فإن نجاح صفقة حزب الله أعطانا الكثير من الأمل في نجاح صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، حيث أن حماس تمتلك ورقة ضغط أقوى من تلك الورقة التي يمتلكها حزب الله ، لأن الجندي الإسرائيلي المعتقل لدى حماس مازال حياً،فتخيل أن إسرائيل دفعت كل هذا الثمن الباهظ في رفات جنديين فكم ستدفع مقابل الإفراج عن جندي حي.
صحيح أن من عوامل نجاح الصفقة أن إسرائيل لم تكن تعلم شيئاً عن مصير الجنديين حتى قبل موعد إتمام الصفقة بساعة ونصف،لكنها لم تكن متأكدة من مصيرهما.
في النهاية أهنئ حزب الله والأسرى المحررين، وأؤكد أنه بنجاح هذه الصفقة انتصار المقاومة على الدبلوماسية.

1 التعليقات:

غير معرف يقول... 17 يوليو 2008 في 2:31 ص  

This topic have a tendency to become boring but with your creativeness its great.