تلك الأيام التي قضيناها في الجامعة ومازلنا نقضيها ولكن مايحرك تلك المشاعر الحفل السنوي الرائع الذي ننتظره كل عام احتفالا بإخوة لنا سنفتقدهم وأملا منا في أن نظل يتذكر بعضنا الآخر، فأيام الجامعة بالنسبة لنا كطلاب الإخوان تمثل لنا الهواء الذي نتنفسه ففيها نحارب من أجل أن نحصل على حريتنا وممارسة حقوقنا التي كفلها لنا دستور وقانون الدولة التي باتت لا تحترم القانون ولا الدستور ولا حتى تحترم الكيان الإنساني الذي أوصت بإحترامه كل الشرائع السماوية، وأن الكرامة الإنسانية هي أسمى قواعد احترام الحرية،فمع كل الظلم الذي نواجهه من تحقيقات ومجالس تأديب تصل إلى حد الفصل والإعتقالات إلا أننا نستشعر بأننا نمارس المهمة التي خلقنا الله من أجلها "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ونشعر بأننا نمارس واجبنا تجاه زملائنا وأحبابنا ، فمع نهاية كل عام يشعر أخ منا شارف على التخرج بحزن شديد لإفتقاد إخوانه وأحبابه ، ويشعر من مازالت أمامه بضع سنين للتخرج بحزن أيضا لافتقاد لإخوانه.
ومن أجمل الأشخاص الذين سنفتقدهم هذا العام على سبيل المثال لا الحصر:
الأخ الحبيب هشام محسن الذي بدأ بدفع ضريبة الحرية مبكرا باعتقاله في بداية العام لمدة خمسة وأربعين يوما ، ثم إحالتنا جميعا إلى مجلس تأديب أثناء فترة إمتحانات الفصل الدراسي الأول بتهمة الإخلال بأمن الجامعة ونشر الذعر بالجامعة وتعطيل العملية التعليمية بسبب الإعتصام الذي الذي قمنا به من أجل حرية الأخ هشام وإخوانه المعتقلين معه(مع ملاحظة أن الإعنصام كان محدودا ولم يكن فيه أي شكل من أشكال الفوضى التي وجهت لنا التهم بسببها) ومع أنهم كانو معتقلين ولم يشاركو في الإعتصام إلا أنهم أيضا أحيلو إلى نفس مجلس التأديب(الذي كان من الواضح أن نتائجه مدبرة وكان مسرحية هزلية كباقي المسرحيات الهزلية التي يكون أبطالها الحكومة والمخرجين هم جهاز أمن الدولة والمخبرين يقومون بدور الكومبارس في أي مسرحية من مسرحيات حكومتنا الرشيدة) وكانت نتائج المجلس فصلنا جميعا من الكلية لمدة شهر كامل،وأذكر أول مرة مرة رأيت فيها هشام هذا العام كانت في يوم عرضه على النيابة عند خروجه من المحكمة لركوب سيارة الترحيلات لإرجاعه مرة أخرى إلى سجنه،وتذكر له أيضا حماسه الشديد.
وممن سنفتقدهم أيضا الأخ عمرو أحمد ذلك القلب الكبير الذي يتسع لكل إخوانه والذي لا أستطيع أن أوفيه حقه مهما كتبت فيه من سطور ، وأذكر اتصال الأخ عمرو بي عندما علم بقرار فصلنا قال لي:(ألف مبروك انت اتفصلت يا أخ محمد) ،وأتذكر عمرو في النيابة عند ذهابه إليها للتقدم ببلاغ ضد أحد الضباط لإعتدائه عليه مما أدى أدى لحدوث ارتجاج بسيط في المخ وتم شفاؤه والحمد لله جعله الله في ميزان حسناته.
هكذا هي تربية الإخوان التي تربينا في أحضانها التي ربتنا على القرآن الكريم وعلى السنة المطهرة كما ربتنا على الحب والأخوة وأنهما أساس كل نهضة وأذكر هنا مقولة الإمام الشهيد حسن البنا (نحن سنحارب الناس ولكن سلاحنا هو الحب) فبوركت هذه الدعوة وبورك رجالها وشد الله من أزرها وحماها من كيد أعدائها.


0 التعليقات: